الأحد، 13 ديسمبر 2015

التعليم المستند إلى أبحاث الدماغ


 

 مقدمة

   سخر الله للإنسان سبل الرخاء والنماء في شتى مجالات الحياة, مما زاد من عطاءه وانتاجه للعلوم والمعارف,  ولعل الاكتشافات المتنوعة المتتالية والسريعة التي نعيشها في هذا العصر خير دليل على ذلك .

   وأثارت اكتشافات علماء الفسيولوجيا والطب والتشريح علماء النفس والتربية ما  لما لها من أثر بارز في التمهيد لفهم الأسس البيولوجية للسلوك بشكل عام والمعرفة بشكل خاص, وذلك من خلال التعرف على وظائف الدماغ والغدد والحواس والأجهزة الأخرى وطرق عملها .(العتوم,2012)

   حيث تؤكد العديد من الدراسات التربوية أن معرفة آلية عمل الدماغ يسهل من طرق إكساب المتعلمين المعرفة وتخفيف القلق واحداث الاستقرار النفسي والاجتماعي, وإنجاز المهام التربوية بدقة وسهولة, ولذا ينبغي لكل معلم أن يدرس آلية عمل الدماغ ونظرية التعلم المستند للدماغ والاستراتيجيات التدريسية المنشطة وذلك من أجل رفع مستوى أداء المتعلمين وتنشيط تفكيرهم وإثارتهم ( عفانة والجيش,2009)

وتعد نظرية التعلم المستند إلى الدماغ كما ذكرها قطامي والمشاعلة (2007), نظرية تعلم تضاف إلى نظريات التعلم الأخرى ,بحيث تضيف استثماراً متقدماً لما يوجد لدى المتعلم من خصائص وامكانيات تفاعلية وبيولوجية وتشريحية وعصبية , بحيث ينظر الى المتعلم نظرة جديدة شاملة ونشيطة وفاعلة توضح قدرته على إدارة عقله بنفسه, ولذا تعتبر نظرية التعلم في ضوء أبحاث الدماغ من التوجهات الحديثة في القرن الحالي والتي تعتبر أن التعلم هو الوظيفة العظمة للدماغ وأن التعلم هو نتيجة نمو مادي وفعلي للدماغ فلايزال الدماغ متعلماً حتى نهاية عمر الانسان وتظل الشبكات والشجيرات العصبية تنمو كلما كانت البيئة ثرية وكلما كان الفرد يتفاعل بالطريقة مناسبة وآمنه, الأمر الذي يجعل مواقف التعلم أكثر سهولة ومرونة وعمقاً.

 

 

  وقد حاول الباحث إلقاء الضوء على مدخل التعلم المستند إلى أبحاث الدماغ, ومتطلبات تطبيقها, من خلال تناول البحث في المحاور التالية :

1-           البنية الأساسية للدماغ

2-           نشـأة التعلم المستند إلى الدماغ

3-           مفهوم التعلم المستند الى الدماغ

4-           مبادئ التعلم المستند إلى الدماغ وتطبيقاتها التربوية

5-           خصائص التعلم المستند إلى الدماغ

6-           العوامل المؤثرة في التعلم المستند إلى الدماغ

7-           مراحل التعلم على ضوء التعلم المستند إلى الدماغ

8-           متطلبات التعلم المستند إلى الدماغ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أولاً: البنية الأساسية للدماغ:

أ‌-             تعریف الدماغ

یعرف عفانة و الخزندار( ٢٠٠٤) الدماغ بأنه "مركز العقل الذي یمیز الإنسان عن باقي المخلوقات الحیة وبصورة خاصة الحيوانات وهو أهم أجزاء الجهاز العصبي ، ویبلغ وزن الدماغ 2 % من وزن جسم الإنسان البالغ.

 

ب‌-        مكونات الدماغ

ذكر الحارثي(2001)  أن الدماغ يتكون من ثلاثة أقسام هي :

1-          مؤخرة الدماغHind Brain

وتتكون من المخيخ وجذر الدماغ . وتقوم بالسيطرة على الأجهزة اللاإرادية في الجسم وتدخل المعلومات القادمة من الحواس الخمسة إلى مؤخرة الدماغ عن طريق جذر الدماغ

2-          وسط الدماغMid Brain

وهو منطقة صغيرة فوق جذر الدماغ والمسئول عن حركة العينين والبؤبؤ.

3-          مقدمة الدماغ Fore Brain

وهو القسم الأكبر من الدماغ والمسئول عن التعلم والذاكرة, فبعد أن يقوم النظام الشبكي الذي يقع في جذر الدماغ بعملية مسح المعلومات يمررها الى مقدمة الدماغ ويقوم الدماغ بالتعامل مع المعلومات في ضوء الحالة العاطفية والنفسية والجسمية للمتعلم.

 

ت‌-        خلايا الدماغ:

1-          الخلايا العصبيةNeurons

وهي الخلايا الأساسية للتعلم والتذكر, وهي التي تجعل الدماغ عضو التعلم والتفكير وتكون 10% من خلايا الدماغ والباقي خلايا غير عصبية مسئولة عن معالجة المعلومات ونقل الإشارات الكهربائية والكيمائية فيما بينها ,وتسمى الواحدة منها عصبون.(الحارثي,2001)

2-          الخلايا الصمغية Galial

وهي الأكثر عدداً حيث تبلغ 90% من خلايا الدماغ ووظيفتها هي التغذية وتهيئة الوسط المناسب لحركة العصبون وكدعائم تتمسك بها.(الحارثي,2001)

3-          المايلين Mylin

هي مادة دهنية بروتينية تتكون بواسطة الخلايا الصمغية وتتشكل حول المحور كمادة شمعية ومن أهم  وظائفها أنها تساعد على نقل المعلومات على طول المحور وتسرع عملية النقل الكهربائية للخلايا العصبية الأخرى المجاورة (المشاعلة,2010)

 

ثانياً:نشأة نظرية التعلم المستند إلى الدماغ

هيمنت النظرية السلوكية في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن العشرين على الممارسات التربوية, وأفرزت نموذجاً للبيئة التعليمية يستند الى افتراض أن التعلم قابل للتجزئة إلى أجزاء محددة قابلة للقياس بسهولة, حيث كان التركيز منصباً على السلوك الظاهر للمتعلم وتعديله أما باسلوب الثواب أو العقاب لإحداث التعلم المرغوب, دون أن يكون هناك اهتمام بما يحدث داخل الدماغ من عمليات عقلية وتفكيرية ( الريماوي واخرون,2011)

وبعد ما يزيد على نصف قرن بدأت بوادر ثورة علمية جديدة تبحث في عقل الانسان , فكانت الثورة المعرفية ؛ التي تمثلت في أعمال علماء النظرية الجشطالتية في التعلم كوفكا وكوهلر , ودراسات جان بياجيه, وأفكار برونر, وأوزبل الذي أكد على التعلم ذي المعنى , وكان التركيز على العمليات المعرفية من انتباه وادراك وتفكير وتخيل وتصور(عبيدات وأبو السميد,2013)

وبعدها ظهر الإتجاه الانساني الذي يقول بأن العمليات الانفعالية متغير وسيط تأتي في معادلة تعامل الانسان مع عالمه ومن أبرز الأسماء التي ظهرت في هذا الاتجاه ماسلو وروجرز( الطواب ,1983)

وفي بداية التسعينات أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش( الأب ) بأن هذا العقد هو عقد الدماغ(الخميس,2009)

   حيث ساعدت التقنيات الجديدة والمتقدمة العلماء في رؤية الدماغ وملاحظة جريان الدم فيه وتسجيل مجالاته الكهرومغناطيسية وتحليل مكوناته الكيميائية واكتشاف أماكن التأثر أثناء القيام بالعمليات الحيوية والنفسية ومن هذه التقنيات, التصوير الطبقي للدماغ واستخدام الرنين المعناطيسي وطوبوغرافيا الانبعاث البوزيتروني .(زيتون,2001)

   واستفاد علماء النفس التربوي أمثال : كين كين Cain & Cain  , وإريك جنسون Eric Jensen ,وديفيد سوسا David Sousa, وسوزان كوفاليكSusan Kovalik , مما يدور في دوائر علم الأعصاب حيث حققوا حلمهم بالتجول في داخل الدماغ, وهو يؤدي وظائفه بعد أن أصبح ممكنا أثناء قيام الفرد بالرؤية والسمع والشم والذوق واللمس والقراءة وحل المشكلات وهذا يعني إمكانية مشاهدة أثار العملية المعرفية في الدماغ على شكل ألوان أو أضواء أو تدفق سيلان الدم .(السلطي,2009)

   وانبثق عن هذه النظرة المشتركة لكل من علم الأعصاب وعلم النفس المعرفي مجال جديد هو : التعلم المستند للدماغ , والي يهتم بصورة أساسية بالعقل والدماغ والتربية, أي بآلية عمل العقل (عملية التفكير ذاتها) مع الدماغ ( العضو القائم بعملية التفكير ) وكيفية انعكاس ذلك على التربية(Muscella,2014)

   ونتيجة لذلك ظهرت نظرية جديدة في التعلم هي نظرية التعلم المستتند الى الدماغ Brain Based Learning Theory, والتي تؤكد خصائصها على أنها نظام في حد ذاتها, وهي ليست تصميماً معداً مسبقاً , بل هي اتجاه متعدد الانظمة إذ اشتقت من عدد من الأنظمة مثل الكيمياء, وعلم الأعصاب, وعلم النفس ,والهندسة الوراثية ,والأحياء , وعلم الحاسوب(قطامي والمشاعلة,2007)

   وقد رسمت هذه النظرية طريقة طبيعية ومحفزة وداعمة وايجابية لزيادة القدرة على التعليم والتعلم وهو منحى يعتمد على طرق تعلم مناسبة لتركيب ووظائف الدماغPolitano&Paquin,2007))

   كما تؤكد على تكامل العواطف, والتغذية ,السليمة , والبيئة الغنية بالمثيرات, وصنع المعنى ,وغياب التهديد؛ لزيادة مشاركة وتفاعل وتحصيل المتعلم (Durnan,2007) .

 

ثالثاً:مفهوم نظرية التعلم المستند على الدماغ:

   عرفها اريكسون(Erickson,2001) بأنها نظرية تعلم تتضمن تصميما ً وتنسيقاً لبيئة تعلم نابضة بالحياة , وثرية بالخبرات الملائمة للمتعلمين , مع التأكد من أن المتعلمين يعالجون خبراتهم بصورة تساعدهم على استخلاص المعنى من هذه الخبرات.

   وترى السلطي(2009)  أن هذه النظرية أسلوب شامل للتعليم والتعلم يستند إلى إفتراضات علم الأعصاب الحديثة التي توضح كيفية عمل الدماغ بشكل طبيعي, وتستند الى ما يعرف حالياً عن التركيب التشريحي للدماغ البشري , وأدائه الوظيفي في مراحل تطوره المختلفة.

   ويذكر كل من سبيرس وولسون (Spears & Wilson,2012) أن هذه النظرية تعد مدخلاً شاملاً للتعلم يقوم على كيفية البحث في عالم الأعصاب , وتهيئة الدماغ للتعلم بشكل طبيعي, كما تمثل إطاراً للتعليم والتعلم , يساعد على تفسير سلوكيات التعلم المتكررة, ويؤكد للمعلمين على تعليم الطلاب خبرات من واقع الحياة.

 

 

رابعاً: مبادئ التعليم المستند الى الدماغ وتطبيقاتها التربوية:

م
مبادئ التعلم المستند الى الدماغ
نتائج البحوث
التطبيقات التربوية
الاستراتيجيات
1
الدماغ نظامي ديناميكي معقد
يمارس الدماع وظائفه تلقائياً ويحتاج التعلم والدماغ الى بيئات مليئة بالإثارة
استخدام طرق ومداخل تدريسية متنوعة
·       طرح انشطة التعلم تحتوي مكونات سمعية وبصرية
·       تمارين رياضة الدماغ
·       شرب الماء
·       اعطاء معلومات عن الدماغ وتركيبه وعمله...الخ
2
الدماغ اجتماعي بطبيعته
يتأثر الدماغ وانفعالاته من خلال انخراطه مع الآخرين في مراحل نموه
اعطاء الفرصة للطلاب للتعاون معا للاختيار واتخاذ القرار عند حل المشكلة
·       التعلم التعاوني
·       المناقشة والحوار
·       العمل في مجموعات
·       تعليم الأقران
3
البحث عن المعنى
يولد كل فرد ولديه تجهيزات بيولوجية تسمح له بتوين معنى عن العالم المحيط به
تقديم أنشطة مرتبطة بخبرات المتعلم وحياته العملية اليومية واستخدام بيئة التعلم الغنية وطرح تحديات تثير جميع المتعلمين
·       اعطاء وقت للتأمل والتفكير والتخيل.
·       اعطاء فترات راحة قصيرة
·       المنظمات البيانية والخرائط العقلية.
·       الاستقصاء
·       الاكتشاف
·       أفلام الفيديو
4
البحث عن المعنى من خلال التنميط
بدرك الدماع الأنماط ويعمل على تشكيلها
تقديم معلومات ضمن سياق خبرات عملية حياتية حتى يستطيع المتعلم ربط المفردات باطر لها معنى في حياته وتشجيعه على خلق الأنماط ذات المعنى المترابط بشخصيته
·       المنظم الشكلي
·       KWL(ما اعرفه وما اريد أن اعرفه وما تعلمت)
·       التصنيف
·       وضع الأهداف
·       خرائط التفكير
5
الانفعالات حاسمة من أجل التنميط
العواطف والافكار لاتنفصلان والعواطف مهمة جدا في عمليات حفظ المعلومات واستدعائها
توفير بيئة صفية تسودها اتجاهات ومشاعر ايجابية وعلى المعلم أن يفهم عواطف المتعلمين وطريقة تفكيرهم ويوفر بيئة التعلم الايجابية
·       لعب الأدوار
·       التعلم باللعب
·       مسرحة المناهج
·       التقارير الذاتية
6
يدرك كل دماغ ويبدع الأجزاء والكل بشكل متزامن
يدرك الدماغ الكل والجزء تلقائياً
تجنب المعلومات المبعثرة والجزئية وتصميم أنشطة تتطلب تفاعل الدماغ الكلي مع الموقف
·       استراتيجية KWL
·       المنظم الشكلي
·       المنظمات المتقدمة
·       وضع صور أو مخططات على الحائظ
·       الرحلات الميدانية
·       تنويع اساليب التعلم (بصري,سمعي ,رياضي....)
7
يتضمن التعلم كلاً من الانتباه المركز والادراك الطرفي
يتطلب التعلم التركيز على بؤرة الموضوع وعلى العوامل المحيطة بالبيئة
ينظم المعلم انتباهات المتعلمين مع التركيز على ميسرات التعلم
·       العمل في مجموعات.
·       النمذجة.
·       المخططات وخرائط العقل.
·       الصور والمجسمات.
·       عمل المشاريع .
·       التعليم المبنى على هدف.
8
يتضمن التعلم دائماً عمليات واعية وعمليات لاواعية
يشمل التعلم عمليات واعية ولاشعورية
تشجيع عمليات التأمل ليكون المتعلم على وعي بما تعلمه والمشاركة الفاعلة للتعلم .
·       استخدام الوسائل المرئية والسمعية.
·       التعلم التشاركي.
·       التغذية الراجعة من قبل المتعلمين .
·       دورة التعلم فوق المعرفية.
·       التعلم القائم على حل المشكلات ذاتياً.
9
لدينا على الأقل طريقتان لتنظيم الذاكرة
يوجد ذاكرة مكانية تسجل الخبرات اليومية بدقة وذاكرة معلوماتية تسجل الحقائق.
الاستفادة من طبيعة المخ ونظام الذاكرة المكانية والتي يجب اثراؤها بمرور الوقت وربط الاجراءات التي يتم من خلالها الربط بالخبرة السابقة
·       التخيل البصري.
·       المنظمات التخطيطية.
·       تغيير البيئة(القاعة,الجلسة....).
·       الرحلات الميدانية.
·       لعب الأدوار.
10
التعلم ذو طابع تطوري
يتم التعلم بشكل أفضل عندما تكون الحقائق والمهارات متضمنة في الذاكرة المكانية
استخدام تقنيات تبنى على الخبرة العلمية والحسية والتطبيقات والتشبيهات وترابط المعلومات وتكاملها
·       خرائط المفاهيم.
·       KWL.
·       التصنيف.
·       التخيل العقلي.
·       تمثيل الأدوار.
11
يدعم التعلم المعقد بالتحدي ويكف بالتهديد
يحفز التعلم بالإثارة والتحدي ويكبت بالتهديد وانعدام الأمن
خلق بيئة تعلم هادئة ومريحة مع تشجيع التحدي.
·       استخدام فنيات الهدوء, والمقاعد والاضاءة ودرجة الحرارة المناسبة.
·       طرح مشكلات واقعية ومناقشتها.
·       الألعاب التعليمية.
·       التعلم الذاتي
12
كل دماغ فريد بذاته
كل دماغ نسيج وحده ويتغير تركيب الدماغ من خلال التعلم.
تشجيع المتعلمين للتعبير عن أنفسهم بطرق مختلفة, واستخدام استراتيجيات تدريسية متنوعة لجذب اهتمامات المتعلمين
·       تزويد المتعلمين بالخيرات والبدائل واعطاؤهم الوقت للتأمل.
·       التقويم الذاتي.
·       التعلم التعاوني.
·       توظيف الذكاءات المتعددة.
·       قبعات التفكير الست

 

خامساً:خصائص التعلم المستند إلى الدماغ:

   ذكر محمود(2006) من خصائص ومواصفات نظرية التعلم المستند الى الدماغ التالي :

·      تعد طريقة في التفكير تتعلق بتعلم شيء ما, أو انجاز عمل معين.

·      فهم عملية التعلم , يتم من خلال الاعتماد على تركيب الدماغ ووظيفته.

·      تعد نظاماً في حد ذاتها , وليست تصميماً معداً مسبقاً.

·      طريقة طبيعية وداعمة وإيجابية لتحسين القدرة على التعلم والتعليم.

·      تعتمد على مواصفات الدماع من أجل إتخاذ القرارات وحدوث التعلم.

·       اتجاه متعدد الأنظمة :أشتق من أنظمة متعددة مثل الكيميا, وعلم الأعصاب, وعلم النفس, والهندسة الوراثية, والأحياء.

·      ليست مذهباً ولا وصفة طبية ينبغي اتباعها.

   ويشمل التعلم المستند للدماغ على العديد من الاستراتيجيات التعليمية التي تعتمد كلياً على نشاط المتعلم , مع الإهتمام بالنواحي الفسيولوجية والوجدانية والخلفية المعرفية والسمات الاجتماعية لكل تلميذ, وبالنظر لجميع الاستراتيجيات والفنيات التدريسية التي تعتمد على التعلم المستند للدماغ نجد أنها تهتم بصورة أساسية بمناخ الفصل الدراسي وبيئة الفصل , والذي يتضح في تنظيم مقاعد التلاميذ بشكل يسمح لهم بالمشاركة والتعاون أثناء التعلم وكذلك الإهتمام بالأمان والإضاءة , والحرارة , وألوان الحوائط, والبوسترات , وخلق روح الدعابة والمرح في الفصل , والتعاون الإيجابي بين المعلم والتلاميذ(Muscella,2014).

   ويمكن التمييز بين التعلم المستند إلى الدماغ(المتناغم مع الدماغ), والتعلم المضاد للدماغ وذلك من خلال الجدول التالي (السلطي,2009) :

    التعلم المتناغم مع الدماغ
           التعلم المضاد للدماغ
·      غياب التهديد
·      التعاون
·      شمولي وواقعي
·      يؤكد على السياق والمعنى والقيمة.
·      الانتهاء باحتفال.
·      استخدام كلي للغة إيجابية.
·      تعلم المواضيع من خلال تهدد وتداخل الأنظمة.
·      التعلم غرضي(ذو هدف)
·      توظيف الذكاء المتعدد
·      استثارة عالية وبشكل ملائم لانفعالات وغياب التهديد.
·      غني بالحديث والنشاط والحركة والمناظر.
·      توجد تغذية راجعة ومباشرة .
·      المعلم ميسر ومرح وابداعي
·      الدافعية داخلية.
·      التقييم مستمر.
·      يوفر إمكانية الحركة والجلسة وجهاً لوجه
·      استخدام المحاضرات (التلقين) بشكل مباشر.
·      التأكيد على المحتوى.
·      التأكيد على التعلم في بيئة هادئة.
·      الجلوس على مقاعد ثابتة.
·      التعرض للموضوع بداية الحصة.
·      يهدد المعلم باستخدام المكافآت والعقاب.
·      استخدام عبارات سلبية باستمرار وكذلك عبارات النهي والأمر.
·      التعلم فردي والتفاعل محدود.
·      له تأثير انفعالي منخفض.
·      الدافعية خارجية إذ يم دفع التعلم بالدرجات.
·      تغذية سلبية ( عديمة الجدوى) أو متأخرة.
·      يطلب عادة إجابة واحدة للسؤال.
·      الاعتقاد بأن التعلم صعب.
·      يعتمد التعلم على نتائجه.
·      تدرس المواضيع بشكل منفصل
·      يستنفذ طاقة المتعلم.
·      ينتهي التعلم عندما ينتهي الوقت.

 

 

سادساً:العوامل المؤثرة في التعلم المستند إلى الدماغ

هناك العديد من العوامل المؤثرة في التعلم المستند إلى الدماغ , فالمتعلم لا يأتي إلى المدرسة كصفحة بيضاء, ولكنه يأتي وقد تشكل دماغه بواسطة العديد من المؤثرات, إلا أن الاستخدام الأمثل لهذه المؤثرات لجعل التعلم المستند الى الدماغ أكثر فعالية وذي معنى يتطلب معرفة العوامل المؤثرة في التعلم الدماغي.

 وذكرت السلطي (2009) التالي :

1-           العامل البيولوجي: حيث ينبغي توفير جو صفي يسمح بمراعاة هذا النوع من التعلم وخاصة دراسة المعلمين لأفضل السبل التي يمكن أن تنمى أدمغة المتعلمين تجاه أهداف محددة, وهذا يتطلب من المعلمين أن تكون لديهم معرفة ودراية بتركيب الدماغ ووظائفه .

2-           العامل الوراثي: تلعب الوراثة دوراً مهماً , حيث تؤثر الجينات والصفات الوراثية  على قدرات الدماغ.

3-           العامل الانفعالي: تؤثر الخبرات العاطفية التي يصحبها انفعالات حادة على عمل الدماغ من حيث عدم قدرة الفرد على التركيز والانتباه والتذكر والتفكير, والعكس في الإيجابية.

4-           العامل البيئي: تؤثر البيئة على الدماغ حيث أن الدما يغير من بنيته ووظيفته كاستجابة للمؤثرات البيئية والخبرات الخارجية .

5-           العامل الحسي الحركي : يستقبل الدماغ المعلومات عن طريق الحواس, فسلامة الحواس تؤدي الى وصول معلومات صحيحة للدماغ .

6-           العامل الغذائي: الدماغ كأي عضو يحتاج الى إمداده بالحاجات الغذائية المناسبة وخاصة الفيتامينات.

 

سابعاً:مراحل التعلم المستند إلى الدماغ:

يحدث هذا النوع من التعلم على خمس مراحل كما ذكره كاين وكاين(Cain &Cain1995):

المرحلة الأولى :الإعداد

تشتمل هذه المرحلة على فكرة عامة عن الموضوع وتصور ذهني للمواضيع ذات الصلة, وكلما كان لدى المتعلم خلفية أكبر عن الموضوع كلما كان أسرع في تمثيل المعلومات الجديدة ومعالجتها.

المرحلة الثانية: الاكتساب

تؤكد هذه المرحلة على أهمية تشكيل ترابطات عصبية نتيجة الخبرات الأصلية والمترابطة, وكلما كانت المدخلات مترابطة كانت الترابطات العصبية أقوى وأكثر, فإذا كانت المدخلات مألوفة فستقوى الترابطات المثارة وينتج التعلم ومن مصادر الاكتساب: المنافسة والمحاضرة وأدوات بصرية ومثيرات بيئية ولعب الدور والمشاريع الجماعية, وتؤكد هذه المرحلة على الخبرة القبلية.

المرحلة الثالثة : التفصيل(الإسهاب)

تكشف هذه المرحلة عن ترابط المواضيع وتدعم تعميق الفهم وتحتاج إلى إدماج الطلبة في الأنشطة الصفية من أجل فهم أعمق وتغذية راجعة مع استراتيجيات صريحة وضمنية , والتصحيح والتعديل المتواصل وهي طريقة مهمة في التعلم .

المرحلة الرابعة: تكوين الذاكرة

تهدف هذه المرحلة إلى تقوية التعلم واسترجاع المعلومات بشكل أفضل من خلال الراحة الكافية و الحدة الانفعالية والسياق والتغذية الراجعة وحالات التعلم والتعلم القبلي, مما يساعد على عمق المعالجة الدماغية والتعلم الأفضل.

 

المرحلة الخامسة: التكامل الوظيفي

يتم في هذه المرحلة استخدام التعلم الجديد بهدف تعزيزه لاحقاً والتوسع فيه, ويتم تطوير الشبكات العصبية الموسعة أو الممتدة من خلال تكوين ترابطات وتطوير ترابطات صحيحة وتقوية الترابطات.

 

ثامناً: متطلبات التعليم المستند الى الدماغ.

   ذكر الطلحي (2015) المطالب في أربعة محاور كالتالي :

1-          مطالب تتعلق بالمنهج:

1-1-            أن يبنى المنهج بطريقة تسمح للطلبة بالتفكير والاكتشاف والابداع والتطوير.

1-2-            أن يراعي المنهج الفروقات الفردية والذكاءات المتعددة على ضوء تطبيق التعلم المستند إلى الدماغ.

1-3-            أن يتم تصميم المنهج وفق التعلم المستند إلى الدماغ وما يتبعها من استراتيجيات كاستراتيجية (KWLH) والعصف الذهني , والتعلم التعاوني .

1-4-            أ، يكون في المنهج تنويع الخبرات كالتأمل , والتعلم بالتجريب والخبرة المادية , والتطبيق والتجارب .

1-5-            أن تصمم النشاطات بطريقة معززة للذاكرة مثل النشاطات الحركية والخرائط العقلية والأعمال الفنية .

1-6-            أن يتضمن المنهج حاجات وأهداف المتعلم بحيث يركز المنهج على ما يحتاج إليه المتعلم من أولويات قابلة للبقاء في الدماغ البشري.

1-7-            بناء محتوى المنهج ليلائم البناء المعرفي للمتعلمين .

1-8-            أن يكون المنهج مرتبط بالمعرفة القبلية بحيث يتم استخدام المعلومات والمهارات المقيد تعلمها للمتعلم في المراحل السابقة.

1-9-            الأخذ في الاعتبار عند تصميم المنهج خصائص المتعلم السمعي والبصري والحركي.

1-10-       أن تضم أهداف المنهج مستويات التفكير العليا والدنيا .

1-11-       أن يتم تقويم المنهج بشكل مستمر يتم اشراك نخبة من التربويين .

1-12-       تصميم دليل إجرائي يتم وضع تعليمات واضحة لمساعدة المعلم على تنفيذ المنهج.

1-13-       توفير المصادر المادية والبشرية اللازمة لتنفيذ المنهج .

 

2-          مطالب تتعلق بالمعلم

2-1-            يكون لديه قدرة على الابداع والاكتشاف والتطوير .

2-2-            أن يراعي الفروق الفردية من خلال تعلم المزيد من صعوبات التعلم وقنوات الاتصال وأساليب التعلم .

2-3-            أن يكون لديه قدرة على التنوع في طرق التدريس المستندة إلى أنواع الذكاء المختلفة وأساليب التعلم ( البصرية والسمعية والحركية والحسية) والدمج بين تلك الأساليب.

2-4-            أن يستخدم نشاطات معززة للذاكرة كالنشاطات الحركية والخرائط العقلية والأعمال النفية .

2-5-            لديه استطاعة على أن يمنح طلبته وقتاً كافياً للتأمل والتخيل.

2-6-            التأثير الإيجابي في الاتجاهات والمعتقدات .

2-7-            توفير الآمال بالنجاح .

2-8-            التشجيع على التكافل الاجتماعي .

2-9-            تشجيع الطلبة على التغذية الكافية والملائمة

2-10-       استخدام صور متنوعة من التقويم

2-11-       القدرة على استخدام التغذية الراجعة.

 

3-          مطالب تتعلق بالمتعلم

3-1-            أن تتوافر لدى المتعلم الرغبة الكافية للتعلم

3-2-            المشاركة الفعالة في الأنشطة المحفزة للذاكرة والأنشطة الحركية .

3-3-            أن يمتلك المتعلم مهارات الكتابة والقراءة والاستماع والاستذكار .

3-4-            يحتاج هذا النوع من التعلم الى متعلم يعبر عن أرائه وأفكاره ولديه القدرة على التخطيط والتنظيم .

3-5-            أن يمتلك المتعلم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع زملاءه.

3-6-            الانضباط الصفي والاحترام وتقدير الآخرين .

 

4-          مطالب تتعلق بالبيئة التعليمية

4-1-            توفير المناخ الآمن .

4-2-            تنوع البيئات

4-3-            أن يتوافر في البيئة التعليمية تشجيع مادي ومعنوي .

4-4-            توفير الكوادر التعليمية والإدارية المؤهلة والمدربة .

4-5-            أن تتوافر في البيئة التعليمية مقرات الأنشطة والمختبرات والورش القاعات التدريسية المناسبة .

4-6-            أن يتم ربط البيت بالمدرسة من خلال نظام متابعة دقيق.

 

 

المراجع العربية:

1-             العتوم,عدنان يوسف.(2012).علم النفس المعرفي النظرية والتطبيق.ط3.عمان.دار المسيرة للنشر والتوزيع.

2-             الحارثي , ابراهيم أحمد(2001). التفكير والتعلم والذاكرة في ضوء أبحاث الدماغ.ط1.الرياض.مكتبة الشقري

3-             زيتون,كمال عبدالحميد.(2001).تحليل ناقد لنظرية التعلم القائم على المخ وإنعكاسها على تدريس العلوم.المؤتمر العلمي الخامس عن التربية العلمية للمواطنة,الاسكندرية في الفترة من (29/7-1/8/2001)الجيعة المصرية للتربية العلمية,كلية التربية .جامعة عين شمس,القاهرة,

4-             السلطي,ناديا سميح(2009).التعلم المستند إلى الدماغ,عمان.دار المسيرة للنشر والتوزيع.

5-             الطلحي,عبدالرحيم بن عبدالرحمن.(2015).مطالب استخدام التعلم المستند الى نظرية الدماغ اللازمة لتدريس العلوم الطبيعية بالمرحلة الثانوية .رسالة ماجستير. كلية التربية ,جامعة أم القرى .مكة المكرمة.

6-             عفاته,عزو اسماعيل والجيش,يوسف إبراهيم(2008).التدريس والتعلم بالدماغ ذي الجانبين.عمان.آفاق الشرق للتوزيع

7-             القرني,يعين الله علي(2010). تصور مقترح لتطوير تدريس الرياضيات في ضوء مهارات التدريس الايداعي ومتطلبات التعلم المستند إلى الدماغ,رسالة دكتوراه.كلية التربية ,جامعة أم القرى.مكة المكرمة.

8-             قطامي ,يوسف والمشاعلة,مجدي سليمان(2007). الموهبة والإبداع وفق نطرية الدماغ.عمان .ديبونو للنشر

9-             محمود,صلاح الدين عرفة(2006).أثر برنامج تعليمي – مستند إلى نظرية الإبداع الجاد في تنمية الدافعية الهقلية لدى طلبة الجامعة من ذوي السيطرة الدماغية اليسرى,رسالة دكتوراه.جامعة عمان العربية ,عمان.

المراجع الأجنبية

1-  Cain & Cain (1997) .making connection;Teaching and brain, Alexandria,VA:ASCD

2-  Ericckson,l.(2001),stirring thr hed,Heart and the soul. Usa, Corwin Press,Inc.

هناك 21 تعليقًا:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم د.فهد الشطيطي.. الملف ثري جداً ويجيب على العديد من تساؤلاتي.. جزاكم الله خيرا
    هالة شعبان
    مدرب مهارات التفكير

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      بالتوفيق أختي الفاضلة
      اخوك/ فهد الشطيطي

      حذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله
    معلومات مفيدة جداً ولكن أود أن أرجع للمرجع الأصلي لهذا العنوان
    مبادئ التعليم المستند الى الدماغ وتطبيقاتها التربوية:
    هل تزودني به لو تكرمت

    ردحذف
  3. السلام عليكم دكتور فهد بارك الله فيك فتعلمت منك الكثير بالرغم عندي نصف كتابا عن ال12 مبدأ للتعلم المستند الى الدماغ وبدأت فكرتك الجميلة تتبلور عندي لدرجة اني اخذتها في خطتي للحصول على درجة الدكتوراة ..... ولي طلب عندك هل بالامكان ارسال المراجع الاجنبية والعربية اصول الغلاف على الاقل
    كلمة الشكر قليلة ابني فأنت تستحق من كل من يقرأ لك ان يدعو لك بقلب صادق هذا رقمي للواتس آب وان شاء الله سوف اقدم خطتي يوم الاحد القادم

    ردحذف
  4. كيف يتم توثيق هذة المدونة بشكل علميAPA

    ردحذف
  5. كيف يتم توثيق هذة المدونة بشكل علمي APA

    ردحذف
  6. بالتوفيق جميعاً، وأعتذر لتأخري بالرد :)

    ردحذف
  7. مدونة رائعة
    الشكر الجزيل للسيد فهد الشطيطي
    عبير الهولي / دولة الكويت

    ردحذف
  8. شرفنا مروركم وأبهجنا ثناؤكم سعادة أ.د عبير الهولي

    ردحذف
  9. السلام عليكم ورحمة الله استاذنا الفاضل محتاج مساعدتكم في التعلم المستند للدماغ حيث أنه موضوع الماجستير كل الشكر لك

    ردحذف
    الردود
    1. بالفعل الموضوع مهم جدا ويريت تقدم فيه المراجع الاكثر ثراء لاعتمادها والتركيز عليها.شكرا

      حذف
  10. ياريت المزيد من المعلومات عن النظرية

    ردحذف
  11. المزيد من المعلومات

    ردحذف
  12. هل توجد كتب عن متطلبات التعليم المستند الى الدماغ وجزاك الله خيرا

    ردحذف
  13. لو سمحت طيب اية هى اهم النتائج من الموضوع دة

    ردحذف
  14. موضوع جدير بالبحث والاثراء، وللأسف المدونة بدون اسم مدونها.

    ردحذف
  15. انا مشروع تخرجي حول "الرسوم الخطية والتمثيلات الدماغية الذهنية" هل من مساعدة في المراجع او اي شيء وشكرا

    ردحذف
  16. السلام عليكم
    أرجو التواصل عبر الواتساب

    ردحذف